إذا كان من المؤكد أن يثير منظر أسد ينتصب متحفزاً على قائمتيه الخلفيتين الرعب ويبث الذعر في أوصال كل من يراه فإن هذا لا ينطبق بأي حال على آنا جوليا تورس، الناشطة في مجال الرفق بالحيوان، والتي جعلت من تقبيل ذلك الوحش الضاري بل ومن معانقته جزءاً من نشاطها اليومي.
ففي هذه اللقطات المدهشة تتبادل آنا وصلة عناق ودي مع أسد أفريقي تم إنقاذه من حياة بؤس وشقاء عانى فيها شتى ضروب العنت والعناء والمعاناة وسوء المعاملة.
وترتبط آنا البالغة من العمر 47 عاماً بعلاقة غير عادية مع ذلك السبع الضخم الذي يطلق عليه اسم "جوبيتر" والذي دأب على أن يقتات من يد آنا بعد أن استعاد صحته وعافيته أيضاً على يدها بعدما أنقذته قبل عشر سنوات من قبضة فريق سيرك متنقل سامه سوء العذاب.
ويعد هذا الأسد واحداً من 680 حيواناً قاست الأمرين من الإهمال قبل أن تتولى آنا رعايتها وتتعهدها بالعناية في ملجأ أنشأته لهذا الغرض في كالي بكولومبيا قبل 16 عاماً حيث درجت على أن تستقبل فيه الحيوانات المصابة وتلك التي تساء معاملتها - إذ أن آنا التي تعمل مدرسة ظلت منذ ذلك الحين تستقبل تلك الحيوانات وتمد يد العون إلى المحتاجة منها بما في ذلك الحيوانات التي فقدت أطرافها بفعل الصيادين.
وتشتمل المخلوقات التي يضمها ملتجأ فيلا لويرنا - الذي يقع في منطقة فقيرة بمدينة كالي الجنوبية - على الطواويس والقردة والفيلة وطيور البشروس . وتعتمد آنا في تسيير أعمال الملجأ على التبرعات بالإضافة إلى دخلها المتواضع من مهنة التدريس.
0 التعليقات:
إرسال تعليق